مسؤولية الأطفال أمام الله
الطفل هو البُنية الأولى في المجتمع ، فإن أحسن وضعها بشكل سليم ، كان البناء العام مستقيماً مهما ارتفع وتعاظم ، والطفل هو نواة الجيل الصاعد ، التي تتفرع منها أعضائه وفروعه ، وكما أن البناء يحتاج إلى هندسة وموازنة ، وكما أن النواة تفتقر إلى التربة أو الظروف المناسبة ، كذلك الطفل .
فإنه يحتاج إلى هندسة وموازنة بين ميوله وطاقاته ، ويفتقر إلى تربة صالحة ينشأ فيها وتصقل مواهبه ، ويعوزه تنظيف لموارد الثقافة التي يتلقاها والحضارة التي يتطبع بها والتربية التي ينشأ عليها ، فإنه عالم قائم بذاته ، يحمل كل سِمَات الحياة بصورة مُصَغَّرة ، وتعهد العقل والعاطفة بالتربية والتنمية - والذي هو أساس سعادة الإنسان - يجب أن يبدأ من مرحلة الطفولة .
فمرحلة الطفولة هي أحسن مراحل تعلم الأسلوب الصحيح في الحياة ، فقدرة الاقتباس والتقليد ، وحاسة التقبل عند الطفل شديدة ، فباستطاعة الطفل أن يتلقى جميع حركاته وسكناته بدقة عجيبة ، أشبه بعدسة تصوير .
التعلم في الصغر :
وفي الوقت الذي يتكامل جسد الطفل وينمو ، يجب أن تسلك روحه في طريق التعالي والتكامل أيضاً ، وكما يعتني بسلامة جسد الطفل ، يجب أن يعتني بسلامة مشاعره ومعنوياته ، حيث يجب تعويد الطفل على النظافة ، والأدب ، والصدق والعطف ، والمسؤولية ، وحب الخير ، وعشرات الصفات الفاضلة الأخرى ، فمن الصعوبة بمكان تغيير سلوك الأشخاص الذين لم يتعوَّدوا في أيام طفولتهم على السلوك التربوي الصحيح .
وإن أسعد الناس هم أولئك الذين نشئوا على التربية السليمة ، والصفات العالية ، منذ حَداثة السن ، حتى أصبحت جزءاً من كِيانهم ، ولذلك ، فإن للآباء والأمَّهات دوراً مهماً في بناء سعادة الأطفال ، وحمل مسؤولية كبيرة على عواتقهم .
يقول الإمام علي ( عليه السلام ) لولده الإمام الحسن ( عليه السلام ) : ( إنَّما قلب الحَدث كالأرض الخالية ، ما أُلقي فيها من شيء قَبِلته ، فبادرتُكَ بالأدب قبل أن يقسو قلبك ، ويشتغل لُبَّك ) .
فقلب الطفل صفحة بيضاء ، لا يوجد فيها فكرة صحيحة أو خاطئة ، والآباء والأمهات الذين يشعرون بمسؤليتهم هم الذين يستغلون ذلك أقصى الاستغلال ، ويجعلون قلوب أطفالهم تتزين بالمَلَكات الفاضلة والأخلاق الحميدة ، إن عواطف الطفل ومشاعره تظهر قبل عقله ، ويمكن الاستفادة من أحاسيسه قبل ذخائره العقلية بكثير .
إن الأطفال في جميع أنحاء العالم يرسلون إلى المدارس بعد السنة الرابعة ، أو الخامسة من عمرهم ، ومن ذلك الحين تَتَفتَّح المواهب الفكرية للطفل ، في حين أن أحاسيسه ومشاعره تبدأ بالنشاط قبل ذلك بزمن طويل ، ففي الوقت الذي لا يفهم الطفل المسائل العلمية ، ولا يدركها ، نجده يدرك القضايا العاطفية ، وهي بدورها تؤثر فيه ، كالحِدَّة ، واللين ، والرفق ، والعطف ، والحنان ، والاحترام ، والإهمال ، وغير ذلك .
مسؤولية الوالدين :
إن موضوع تنمية المشاعر والأحاسيس يشغل قسطاً مهماً من المسائل التربوية ، ويقع عبء المسؤولية في أداء هذا الواجب على الأبوين بالدرجة الأولى ، فرياض الأطفال عاجزة عن أن تَحلَّ مَحل العائلة ، والأم ، في إحياء جميع مشاعر الطفل الخفية ، بصورة لائقة ، وهِدايَة الطفل إلى السير الطبيعي الذي فطر عليه .
وهنا يجدر القول : إن على الأهل أن يهتموا بأطفالهم ، وبسلامة تغذية الجسد والروح ، وهذا ما يجعل عبء مسؤولية الوالدين في المراحل الأولى للطفل ثقيل جداً ، لأن الغفلة عن صحة وسلامة الغذاء المادي ، والروحي ، تؤدي إلى عوارض غير قابلة للتدارك .
فالطفل يكتمل بناؤه في الأعوام الأولى من حياته ، ولا بد من الاعتناء بجميع جوانبه المادية ، والمعنوية ، إن نقص التغذية الروحية ، أو الجسدية ، من حياة الطفل يتضمَّن نتائج وخيمة ، كما أن خطأً صغيراً يمكن أن يؤدي إلى مشكلة عظيمة ، يستمر الطفل يَئِنُّ منها إلى نهاية عمره .
لذا ، فإن على الوالدين المسلمين أن يتنبها إلى المسؤولية الدينية العظيمة عليهما في تربية أطفالهما ، ويَعلَما أن الأطفال ودائع الله في أيديهما ، فالوالدان اللَّذان يؤدِّيَان واجبهما الديني في تربية الأولاد بصورة صحيحة ، يكونان قد أدَّيا الأمانة أداءً كاملاً ، فيستحقَّان الأجر والثواب عند الله على ذلك .
أما الوالدان اللَّذان يتخلَّفَان عن ذلك ، فهما خائنان لأنفسهما ، ولأطفالهما ، وللمجتمع الذي يعيشون فيه ، فيستحقان العقاب والحساب العسير أمام الله تعالى ، لذا ليست المسؤولية العُظمى للآباء في أن يجمعوا في حياتهم ثروة ضخمة ، ويورثوها إلى أولادهم ، ذلك أنَّ الولد إذا لم يحصل على تربية صحيحة ، فإن الثروة قد تجره إلى الفساد والشقاء .
فمسؤولية الوالد تعني أن يربِّي ابنه على الملكات الفاضلة ، والقيم العُليا ، والإيمان الصحيح ، وإعداده لخوض معركة الحياة بنبل وطهارة ، لأن طفلاً كهذا يستطيع أن يَحيا حياة سعيدة وعزيزة ، وفي نفس الوقت يستطيع أن يكتسب ثروة كبيرة عن طريق مشروع .
يقول أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) : ( خيرُ ما ورَّثَ الآباءُ الأبناءَ الأدب ) .
ونعمة كبيرة يمتاز بها الأولاد الذين تحدَّروا عن آباء مؤمنين ، قاموا بتربيتهم تربية صحيحة ، ومن نتائج تلك التربية أنَّهم يعيشون حياة مطمئنَّة ، محبوبون لدى الجميع ، فيجب أن يشكروا الله تعالى على تلك النعمة ، ويترحَّموا على والديهم ، ويحافظوا على الملكات الفاضلة التي تربّوا عليها ، فلا يفقدوها بمعاشرة الفساد ، ومجالسة الأشرار .
وأمَّا الأولاد الذين لم يتلقّوا تربية صحيحة من آبائهم ، فإن عليهم أن يبادِروا إلى إصلاح أنفسهم ، ليكونوا واثقين من أنهم قادرون على تدارك تقصير والديهم بحقهم ، وذلك بأن يتمسَّك هؤلاء الأفراد بالأساليب العلمية ، والدينية الصحيحة ، وبذلك يستطيعون أن يسلكوا الطريق إلى السعادة والطهارة والعفة ، ومن الأمور الفطرية عند الإنسان ، والتي يمكن أن تكون أساساً ثابتاً لتربية الطفل ، غريزة التفوُّق ، وحُبِّ الكمال .
الأسلوب الصحيح :
إن الرغبة في الترقي والتعالي تُعتبر من فروع حُبِّ الذات المُودَع في فطرة كل إنسان ، وعلى المربي الواعي أن يستغل هذه الثروة النفسية ، ويقيم شطراً من الأساليب التربوية الصحيحة على هذا الأساس ، فيسوق الطفل إلى طريق الترقي والتعالي .
ولقد ورد بهذا الصدد حديث عن الإمام الحسن ( عليه السلام ) ، عندما دعا بنيه وبني أخيه ، فقال : ( إنَّكم صغار قوم ، ويوشَك أن تكونوا كبار قوم آخرين ، فتعلَّموا العلمَ اليوم ، فمن لم يستطع مِنكم أن يحفظه فليكتُبه ، وليضعه في بيته ) .
وفي هذا الحديث نجد أن الإمام الحسن ( عليه السلام ) ، لأجل أن يَحثَّ أبناءه ، وأبناء أخيه ، على اكتساب العلوم ويشجعهم على ذلك ، يستفيد من حُبِّ الذات والترقي عندهم ، وهو أمر فطري ، ومن دون أن يتوسَّل إلى الزجر ، والأساليب المُخيفة ، ويُفهِمهم ( عليه السلام ) أنَّ تحصيل العلم اليوم ، هو سبيل الوصول إلى العِزَّة ، والعظمة ، في الغد .
فالأسلوب المستعمل في هذا الحديث يُعدُّ من أعظم الأساليب في مجال التربية ، والتعليم ، في العصر الحديث ، فكل أسرة تستطيع أن تشجِّع أبناءها على تحصيل العلوم بهذا الأسلوب ، وتدفعُهُم منذ البداية إلى التعالي والترقي ، فإن الأطفال يَسعون وراء العلم بدافع ذاتي فيما بعد ، ولا يحتاجون إلى التهديد والتعقيب .
وهنا توجد نقطة تُشابه بين جَوِّ الأسرة العائلية ، ومحيط الدولة والحكومة الإسلامية ، حيث يقوم النظام الاجتماعي فيها على مبدأَي الحُرية ، والعدالة ، لذلك فإن التربية في ظِلِّ النظام الإسلامي تقوم بدورها على العدل والحرية ، وتنمية حب التعالي والتكامل في نفوس الأطفال .
يقول الإمام علي ( عليه السلام ) لولده الإمام الحسن ( عليه السلام ) : ( ولا تَكُن عبد غيرك وقد جعلك الله حُراً ) ، بهذه الجملة القصيرة يزرع الأب العظيم أعظم ثروة للشخصية في نفس ولده ، ويعوِّدُه على الحرية الفكرية .
وبالنسبة إلى تَعلُّم الأطفال ، فقال ( عليه السلام ) : ( مَن لم يتعلَّم في الصغر لم يَتقدَّم في الكِبَر ) ، فإن المُربِّي القدير هو الذي يستفيد من غريزة حُبِّ الكمال والتعالي عند الطفل ، ويقيم قسماً كبيراً من أساليبه التربوية على هذا الأساس .
دور الأسرة :
إن للأُسرة التي ينشأ فيها الطفل دوراً هاماً في تربيته ، حيث يُعتَبر محيط الأسرة مدرسة تستطيع أن تنمي المواهب الكامنة في نفس الطفل ، وتُعلِّمُه دروساً في القيم الإنسانية العليا ، وقد كان الإمام علي ( عليه السلام ) إنساناً كاملاً ، وشخصية مثالية في العالم كله ، فلقد ظهرت جميع الصفات الإنسانية ، والأخلاق الفاضلة على أكمل وجه في هذا الرجل الرائع ، وصاحب هذه الشخصية الكبيرة .
فنجده يفخر بكل صراحة بالتربية التي تلقَّاها في أيام طفولته ، ويتحدَّث لنا عن الثروة المعنوية الضخمة التي حصل عليها في تلك المرحلة من حياته الشريفة ، ويتباهى بمربيه العظيم نبي الإسلام ( صلى الله عليه وآله ) .
فيقول ( عليه السلام ) : ( وقد عَلِمتُم موضعي من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بالقرابة القريبة ، والمنزلة الخصيصة ، وضعني في حِجرِه وأنا وليد ، يضمني إلى صدره ، ويكنفني في فراشه ، ويمسَّني جسده ، ويُشِمّني عرقه ، يرفع لي في كل يوم عَلَماً من أخلاقه ، ويأمرني بالاقتداء به ) .
لقد تشبعت جميع الميول العقلية والعاطفية للإمام علي ( عليه السلام ) في فترة الطفولة في حجر النبي الحنون ( صلى الله عليه وآله ) ، فلقد أروى ( صلى الله عليه وآله ) عواطفه بالمقدار الكافي ، من ينبوع محبَّته وعطفه ، من جهة ، وأعطاه دروساً في الأخلاق ، وأمره باتباعها من جهة أخرى .
إن الأساليب التربوية العميقة الحكيمة التي اتَّخذها الرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) مع علي ( عليه السلام ) قد أحْيَت جميع مواهبه الكامنة ، وأوصلته في مدة قصيرة إلى أعلى مَدارج الكمال ، فلقد تقبَّل ( عليه السلام ) الإسلام في العاشرة من عمره عن وعي وإدراك ، وعمل على نشر تعاليمه مُتَّبِعاً في ذلك سيرة النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، ولم ينحرف عن الصراط المستقيم قَدْرَ شَعرة إلى آخر حياته الشريفة .
والميزة التي تضفي أهمِّيَّة كبرى على قيمة الأُسرة هي إحياء الخصائص الفردية لدى الطفل ، فالأفراد ليسوا متفاوِتين فيما بينهم من ناحية المنظر والبناء الخارجي فقط ، بل يختلفون من حيث معنوياتهم ونفسيَّاتهم أيضاً ، وهذا الاختلاف نفسه أحد مظاهر القدرة الإلهية ، فقال تعالى : ( مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا * وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا ) نوح 13 - 14.
وعن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : ( الناسُ مَعادن ، كَمعادِنِ الذَّهبِ والفضة ) ، ولذا نجد أن بعض الأطفال يُولَدون مع صفات وخصائص معينة لا توجد عند الأطفال الآخرين ، فربما يوجد العقل ، والإدراك ، والذكاء ، والفطنة ، والحافظة ، وسرعة الانتقال ، والشهامة ، والسيطرة على النفس ، وغير ذلك ، في بعض الأفراد ، بصورة أكثر من المُعتاد .
أساس العملية التربوية :
إن تربية الطفل يجب أن تستند إلى الإدراكات الطبيعية ، والميول الفطرية للإنسان ، فأساليب التربية التي تُبنَى على هذا الأساس تكون هي الصحيحة ، وهي الطريق الواقعي لسعادة الإنسان ، لذا فما هو الأساس الأهم للتربية ؟
إن الأساس الأول الذي يجب تعليمه للطفل في سبيل التربية الصحيحة ، إشعاره بوجود الله ، والإيمان به ، بلسان بسيط ، مُيسَّر الفهم ، فالحاجة للإيمان بالله موجودة في باطن كل إنسان بفطرته الطبيعية ، وهذه الحالة هي أشد الحالات طبيعية في بناء الطفل .
وعندما يبدأ جهاز الإدراك عند الطفل بالنشاط والعمل ، ويستيقظ حُسن التتبُّع فيه ، ويأخذ في السؤال عن عِلَل الأشياء ، فإن نفسه الطاهرة وغير المشوبة تكون مستعدة تماماً لتلقي الإيمان بخالق العالم ، وعلى القائم بالتربية أن يستفيد من هذه الثروة الفطرية .
فعليه أن يفهم الطفل أنَّ الذي خلقنا ، والذي يرزقنا ، والذي خلق جميع النباتات ، والحيوانات ، والجمادات ، والذي خلق العالم ، وأوجد الليل والنهار ، هو الله تعالى ، فهو تعالى يراقب أعمالنا في جميع اللَّحظات ، فَيُثيبُنا على الحسنات ، ويعاقبنا على السيئات ، إن هذا الحديث سهل جداً ، وقابل للإذعان بالنسبة للطفل ونفسه ، فنراه يؤمن بوجود الله في مُدَّة قصيرة ، ويعتقد به .
وبهذا الأسلوب نستطيعُ أن نخلق في نفس الطفل حُبُّ النظام ، والالتزام ، ونحثُّه على الاستقامة في السلوك ، وتَعلُّم الأخلاق الحسنة ، ثم إن الإيمان بالله هو أعظم ملجأ للإنسان ، وأكبر عامل للهدوء النفسي واطمئنان الخاطر ، وهو أيضاً أهمُّ أُسُس السعادة البشرية ، وأُولى المواضيع التي أهتمَّ بها الأنبياء ( عليهم السلام ) في دعوتهم .
ويجب أن نعرف أن المُربِّي الكُفْء ، والقدير ، هو الذي يُلفتُ نظرَ الطفلِ منذ الصغَر نحو الله تعالى ، ويُلقِّنه درسَ الإيمان به بلسان واضح بسيط ، كما أن عَلى المُربِّي القدير أن يتحدَّث إلى الطفل عن رحمة الله الواسعة ، اتِّباعاً لمنهج القرآن الكريم ، ويبذر في نفسه بذور الأمل ، ويفهمه أن اليأس من روح الله ذنب عظيم .
فيجب أن يعرف الطفلُ مُنذُ الصغَر أن لا ييأس أمام حوادث الزمان ، فالله قادر على حل مشاكله ، وتيسير أموره ، فإنْ رفَعْنا يدَ الحاجة نحوه تعالى ، ساعدَنا على مُهمَّتِنا ، كما أن على المُربِّي أن يُفهم الطفل أن أعظم الواجبات الإنسانية هو جلب رضى الله ، وأن رضى الله يَكمُنُ في إطاعة أوامره التي بعثها إلينا عن طريق نبيه العظيم مُحمَّد ( صلى الله عليه وآله ) .
وأن الصدقَ والأمانة وغيرها من الأفعال الحَسَنة تسبِّب رضى الله ، أمَّا الكذب والخيانة وغيرها من الأفعال القبيحة تُسبِّبُ غضبَه تعالى ، إن الآباء والأمَّهات هم الذين يُحيون الفطرة الإيمانية عند الطفل ، ويربُّونه مؤمناً منذ الصغر ، فإنهم بذلك يَصبُّون ركائز سعادتِهِ من جهة ، ويكُونُون قد قاموا بأول واجباتهم في التربية من جهة أخرى .
[b]