[b]
مرة أخرى ...رجال التعليم بالابتدائي
دمعة وابتسامة
في مخيلة كل معلم ومعلمة، وفي واقعهما المعيش، آلاف من الأوقات المضحكة مع المتعلمين والزملاء والمديرين والمؤطرين التربويين وأولياء الأمور. وآلاف أخرى من الأحزان والآلام التي يتدكرها بعض المعلمين وهو في - السجن - ليس نتيجة جنحة مباشرة. بل نتيجة ( خطأ إداري) أثناء حراسة الأطفال مثلا في ساحة المدرسة. وبدون دنب مباشر نتهم المعلم المكلف بحراسة ما يفوق أحيانا 800 تلميد بالتقصير. وننعته باللامبالاة. في وقت يكون أساتدة الإعدادي والثانوي يرون في حراسة التلاميد عملا لا يمت لمهنتهم بصلة. وقد يكونون على صواب.
ما فكرت في كتابة هده الكلمات إلا لوقوع صفحة من صفحات المرشد التضامني لسنين خلت بين يدي. حملتها الرياح من مكان مجهول لتلقي بها بين يدي . فأخدت أقرأها. وهي تتحدث عن معلمة توبعت قضائيا نتيجة وفاة أحد التلاميد بساحة المدرسة إثر سقوطه أثناء تعلقه بالعارضة الأفقية لمرمى بوسط الساحة . مات الصبي - رحمة الله عليه - وكان المتهم الأوحد هده المعلمة المسكينة . التي يمكن أن تكون من أكفإ المعلمين وأخلصهم لمهنتها. ودنبها الوحيد التقصير في الحراسة. لتقضي سنين عديدة في السجن
أتدكر أحد المعلمين حين قال لي يوما: لقد أصبحت أستادا لكني أعمل ضعف ما يعمل إخوتي أحيانا 30 ساعة كاملة بالتمام والكمال. وأدرس جميع المواد من لغات وفنون وآداب ورياضة. وأحرس تلاميد المدرسة جميعا بعينين سلبهما الطباشير ما سلبهما من الدقة والإمعان. وأسجل الغياب فأصير حارسا عاما... وأقدم المطعم المدرسي بيدي متى عملت بمدرسة قروية فأصير عونا. فأحسب بدقة متناهية نصيب كل تلميد بالغرامات. وأسجل التلاميد الجدد وأسهر على إتمام ملفاتهم المدرسية بالجماعة القروية. فأصير مديرا وأبا للتلميد. وفوق هدا كله يابني لا أخلو من أي نكتة وأي تهكم في أي مجلس تواجدت به. ,اخد هدا المعلم يسرد لي كثيرا من هده النكت التي تقال في حق المعلمين. واختتم كل كلامه قائلا: أنا المدرس والعون والمدير والأب والحارس والحارس العام. فقليل في حقي وصف أستاد....