Admin ا لقا ئد
عدد الرسائل : 370 العمر : 50 الموقع : https://ecole1.1fr1.net تاريخ التسجيل : 22/08/2008
| موضوع: لأجل طفولة سليمة الأربعاء 3 ديسمبر 2008 - 15:26 | |
| | | عالم من البراءة والنقاء... روح صافية شفافة طهور.. ذلك هو عالم الطفولة الرقيقة البريئة، والتي تحمل في ثناياها كل أمل في غد أرقى وشخصية أقوى... وأطفال اليوم، هم نساء ورجال الغد، والذين تقع على عاتقهم مسؤولية النهوض بالمجتمع بكافة مجالاته. فإذا كنَا معنيين برقي هذا المجتمع وتطوره، علينا كآباء ومربين أن نجعل من أطفالنا أناساً إيجابيين فعَالين تجاه أنفسهم أولاً، ومن ثمَ تجاه المجتمع والحياة، وذلك بمنحهم التربية السليمة نفسياً وجسدياً، وأن نسعى كي تكون طفولتهم نقية شفافة كأرواحهم، لأنهم بهجة الحياة وفرح الدنيا، وأزهارها البديعة. ولما كان من الصعب والشَاق جداً ترميم مجتمع مليء بالتناقضات والمشاكل الاجتماعية والعقد النفسية البسيطة منها والمركبة، وحيث لا يمكن لنا تخطي حدود عقدنا وتخلفنا الاجتماعي والحضاري في بعض مظاهرها إلاَ بالسعي الحثيث والمكثف لتربية أطفالنا وفق نظم ومعايير أخلاقية متطورة تتناسب مع تطور المجتمعات ورقي الحضارة الإنسانية، والتي تنطلق بداية وحتماً من الفرد الواثق من ذاته وعزيمته وإرادته. والفرد، هو ذلك الطفل لحظة تشكله الجنينية الأولى، والذي تجب العناية به من تلك اللحظة، فلا نهمل أو ننسى أن لظروف الأم والأب النفسية الأثر الكبير في تكوين شخصية هذا الجنين وذاك الطفل، خصوصاً أننا نعيش في عالم وزمنٍ متسارع الخطا وبكل الاتجاهات، والأم فيه عاملة منتجة، مما يترك أثره على طريقة التربية والتعامل مع شخصية الطفل. وإذا اعترفنا أنه ليس ثمة تربية ممكنة وجيدة من غير حب، ولما كان الحب كمال داخلي عند المربي- الأم- لذا فإن كل ما ينقص هذا الكمال، ينقص التربية. فالحب قدرة إبداعية خلاَقة، وهو من أرقى القدرات البشرية وأسماها في مجال العلاقات الإنسانية والاجتماعية. فكم تكون التربية سليمة ومتينة في مناخ من الحب والتعاطف والقبول لتلك المهمة الملقاة على عاتقنا كآباء تجاه من منحناهم الحياة ليكونوا استمراراً لنا في المستقبل. من هنا فإن للطفل حقوقاً قبل أن يكون عليه واجبات، فله علينا حق الحب والرعاية النفسية والجسدية، وأُصَر على الناحية النفسية لأنها مفتاح كل ما يحيط بالصحة والشخصية لدى الطفل. كما علينا أن نقبله كما هو، ونتعامل معه على أنه كائن حي مستقل بذاته وروحه وشخصيته، دون أن نُسقط عليه إشكالياتنا النفسية والاجتماعية، حتى ينمو بروح بسيطة تلقائية خالية من العقد والكبت الذي يعيق تطوره ونشأته. وحتى يبقى ذهنه متفتحاً لكل ما يمكن أن يجعل منه إنساناً مبدعاً، فنترك له حرية اللعب بكل أشكاله وطرائقه- بعيداً عن الألعاب الخطرة- وطبعاً في الأماكن المخصصة له، فباللعب تتفتح مخيلة الطفل ويتطور ذكاءه ويفرغ الطاقات الكامنة لديه، فيبدع عالمه الخاص به، والذي سيكون نواة شخصيته المستقبلية الحرة الخلاَقة. كما علينا أن نُصغي له ونحترم رأيه، ونبادله النقاش خصوصاً في القضايا التي تخصه، فنوضح له ما يمكن أن يلتبس عليه فهمه، ونعطيه من خلال تلك الحوارات كل القيم والمعارف الإيجابية، وبذلك نجعل من علاقتنا به علاقة ثقة وصراحة متبادلة خالية من الخوف والرهبة مفعمة بالاحترام والصدق، هذا على المستوى الأسري. أما على المستوى الرسمي، فيجب أن تُهيأ له كل الإمكانات المادية والمعنوية ليحيا طفولة طبيعية سعيدة، وذلك بالاهتمام أولاً باحتياجاته الأساسية من غذاء وصحة وسكن صحي ونظافة عامة. ثمَ الاهتمام برياض الأطفال- أن تكون فسيحة وصحية، مجهزة بكافة مستلزمات التعليم واللعب- وبالمشرفين عليها في أن يكونوا متخصصين بالتربية، أيضاً الاهتمام بالمدارس ومستوى التعليم وأهلية القائمين على العملية التربوية والتعليمية، حتى تصبح المدرسة بكافة جوانبها نافذة جذبٍ للطفل تتلاءم ورعايته واحتياجاته العلمية والنفسية، وذلك بالتوزيع الصحيح والإيجابي للمناهج التعليمية بين المواد الدرسية العلمية، وبين الترفيهية والتي لها كبير الأثر في شخصية الطفل ومدى تعلقه بالمدرسة، كالرسم والرياضة والموسيقى والرحلات، وعدم الإقلال من أهميتها بحجة ضغط المواد العلمية. فالرياضة كالرياضيات كلاهما ضرورية ومفيدة للطفل. أيضاً الاهتمام جدياً بموضوع التسرب وتطبيق إلزامية التعليم في مراحله الأساسية، ومحاسبة الأهل والمدرسة عند التغاضي عن هذه القوانين، حتى لا ندفع بالطفل إلى التشرد والضياع والعمل في سنٍ مبكرة، لما لذلك من تدمير لمستقبله ولبنيته النفسية والأخلاقية، وبالتالي إعاقة تطور المجتمع. فكم هو مؤذٍ منظر طفل لم يتجاوز العقد الأول من عمره وهو متسول أو ماسح أحذية، أو بائع دخان. فهذا الأمر تتشعب أسبابه وترتبك بذات الوقت، من الوعي لأهمية التعليم إلى الأوضاع الاقتصادية والمعاشية، إلى عدم توفر فرص العمل لكافة المواطنين، والذي هو حق يكفله الدستور والتشريعات، فلا يضطر الأهل لتشغيل أطفالهم تحت ضغط الحاجة المادية، وبالتالي دفعهم للتشرد والضياع في أزقة الفقر والحرمان والجهل، خصوصاً في الأحياء والمناطق الشعبية الفقيرة، والتي تسيء لشخصية الطفل ومنظومته القيمية، كدور السينما الرخيصة، والأندية التي تمارس الألعاب المبتذلة، والتي تعيق التطور السليم لأخلاق الطفل. إضافة إلى ضرورة وجود نوادي صيفية بأسعار مقبولة تستوعب الأطفال في أوقات الفراغ والعطلة الصيفية ، من أجل تنمية مهاراتهم وإبداعاتهم، وكذلك إبعادهم عن المكوث الطويل أمام التلفزيون وما تعرضه القنوات الفضائية من برامج وأفلام وأغاني تشوه القيم والأخلاق لدى أطفالنا، إضافة إلى مدى التأثير السلبي لوضعية الجلوس الطويل وضرره على العمود الفقري والعينين جراء الأشعة المنبعثة من تلك الأجهزة. والأهم من كل ذلك، تأمين محيط ووسط آمن للطفل، وإشاعة السلام بدل الحروب والنزاعات الدولية الدموية، كما يجري الآن في فلسطين والعراق والصومال، وغيرهم من مناطق العالم بسبب شره أمريكا وإسرائيل للقتل والحروب والتدمير، وأيضاً أطماعهما فيما تمتلكه بقية الشعوب. إضافة إلى معالجة المجاعات والأمراض المتفشية في المناطق الفقيرة من العالم، وإنقاذ الأطفال فيها من براثن الجوع والموت كما في أفريقيا وأماكن أخرى...؟؟؟؟!!!!! كل هذه المتطلبات تتحقق من خلال الاستقلال الاقتصادي والفكري والاجتماعي لتلك الدول والحكومات، وعدم السماح للتدخل الخارجي في شؤونها طالما تمتلك زمام استقلالها وتحررها، وأيضاً من خلال إعطاء تلك الحكومات الحق للشعب في أن يقرر مصيره ويحكم نفسه بنفسه من خلال منظماته ومؤسساته الدستورية والتشريعية النقية الخالية من الفساد..!!!!!!!!!!!! بذلك يمكننا إنقاذ الطفولة البريئة من براثن الجهل والفقر والجوع والرعب والحروب الكارثية التي تحصد يومياً عشرات الأطفال .
| | |
|