الحوار
التربوي
كيف
تنمي عادة القراءة لدى طفلك؟
س:
ما هو الطريق السليم لغرس حب القراءة والاطلاع عند الأطفال، وتنمية قدراتهم على مطالعة الكتب
حتى تنمو عادة القراءة وتصبح أصيلة عند الطفل عندما يكبر؟
ج:
إن القراءة مصدر هام من مصادر الشخصية لدى الصغار، وعامل حيوي من عوامل نموه، ومفتاح أساسي من
مفاتيح المعرفة تفتح أمام الطفل آفاقاً واسعة، فإذا أهمل الطفل في صغره ولم يعود على القراءة فإنه سيعاني في
المستقبل مشكلة البطء في
اكتساب القدرة على القراءة.
والقراءة
المبكرة - خاصة خلال أعوام الطفولة - توفر للطفل القدرة على التعبير عن نفسه وتساعده على اكتساب ثراء لغوي للاستعمال
والتعبير ... ولكي نكسب
أطفالنا عادة القراءة ونخلق في نفوسهم حباً لها فإن على الأبوين اختيار الكتب المناسبة
لأولادهم في مختلف مراحل العمر وحتى في مرحلة ما قبل المدرسة، حتى يكسب الأبناء خبرات متنوعة في علاقتهم بالكتب
والمطبوعات المختلفة، ولكي
نساعد الأبوين على اختيار الكتاب المناسب نقول لهما: إن الأطفال من سن 3 سنوات إلى 4 سنوات يفضلون ـ عادة ـ الكتب التي
تقترب من دنيا الألعاب،
فالقراءة بالنسبة للطفل في هذه السن تكون عبارة عن تأمل للصور وتعرف على الأشكال، وحبذا لو اخترنا لهم في هذه السن
الكتب المجسمة.
أما
الأطفال من سن 4 سنوات إلى 6 سنوات فيميلون إلى الكتب المصورة، إذ يكون لديهم نوع
من المشاركات الوجدانية.
أما
عندما يبلغ الطفل السنة السادسة فيحسن بنا أن نقدم له قصصاً بسيطة تكتب بلغة بسيطة ومفردات سهلة
مستعملة، يكون موضوعها مأخوذاً من الواقع اليومي، وتكون حروف القصة كبيرة وواضحة، وحتى نخلق وننمي وعي
القراءة عند الطفل فيجمل
بالأبوين إعداد مكتبة للطفل الصغير لحفظ كتبه .. تكون شبيهة بمكتبة الكبار من حيث وصف الكتب وطريقة إيداعها مع العناية في
اختيار نوع الكتب الملائمة
لعمر الطفل كما أسلفنا. وأهم من هذا تقديم القدوة الحسنة للأبناء من الوالدين حيث يجب اهتمامهما شخصياً بالقراءة
والتعامل مع الكتاب
بالعناية اللازمة.
وهناك
ما هو أكثر أهمية من كل ما مر وهو تنظيم وقت للمطالعة يجمع الأبوين أو احدهما مع الأبناء حيث
يقرأ الأب أو الأم للصغار بصوت واضح ثم يجيب على الأسئلة، وليتجنب الأبوين ما أمكن عند التعامل مع صغارهما
السخرية من أحد الصغار عندما
يقع في خطأ أثناء القراءة، أو محاولة مقارنة أحدهما بالآخر أو بأطفال آخرين من نفس أعمارهم أو يكبرونهم.
وأخيراً:
يجب مراعاة عدم إعطاء الطفل كتباً كثيرة وجديدة دفعة واحدة حتى لا يفقد حماسه
واهتمامه بكتبه وحتى لا يختلط عليه الأمر.
وتأكد
- بل وتأكدي - أن الأطفال الذين يبذل أبواهما جهداً في تثبيت عادة القراءة لديهم - حتى ولو
كان ذلك الجهد بسيطاً - يكتسبون في المستقبل وعياً يجعل القراءة عندهم عملية ممتعة ومحببة.